الأيات 1-4:
“1 فارتحل اسرائيل وكل ما كان له واتى إلى بئر سبع وذبح ذبائح لاله ابيه اسحق 2 فكلم الله اسرائيل في رؤى الليل وقال يعقوب يعقوب فقال هانذا 3 فقال انا الله اله ابيك لا تخف من النزول إلى مصر لاني اجعلك امة عظيمة هناك 4 انا انزل معك إلى مصر وانا اصعدك ايضا ويضع يوسف يده على عينيك “
بقدر إشتياق يعقوب إن يري أبنه يوسف إلا أنه لم ينزل إلي مصر إلا بعد أن استشار الله فهو يعلم أن الله إختار لهم كنعان أرضاً لهم وهو يعلم أيضاً أن الله قد رفض نزول إسحق إلي مصر في مجاعة مماثلة ولم يكن الله سعيداً بنزول إبراهيم إلي مصر أيضاً بسبب مجاعة. وقد ذهب يعقوب إلي بئر سبع المكان المقدس الذي ظهر الله فيها لإبراهيم ثم لإسحق.
خصوصاً أن بئر سبع في الطريق إلي مصر. ولقد نزل يعقوب إلي مصر وسنه 130 سنة بعد حوالي 215 سنة من الوعد لإبراهيم 1:12-4 في السنة 2298 للعالم وقبل المسيح بـ 1706 سنة. ولقد نزل بعد أن طمأنه الله من جهة نزوله إلي مصر. وكانت هذه الرؤيا هي الرؤيا الأخيرة ليعقوب ولم يظهر الله لأحد فيما بعد إلا لموسي في العليقة. فهو ظهر ليعقوب لأخر مرة عند النزول إلي مصر وظهر لموسي بعد ذلك عند الخروج من مصر. وإذا كانت مصر تمثل أرض العبودية وفرعون يمثل الشيطان فقول الله لا تخف… أنا أنزل معك = قوله لنا لا تخافوا من الصراع مع الشيطان فأنا معكم. أنا نزلت إليكم لأصارع معكم فبدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً. وأنا أصعد معك أيضاً = هذه إذاً صورة لنزول الله إلي هذا العالم ونموه في الأمة العظيمة أي في الكنيسة التي تضم الأمم وصعوده إلي الآب. ولماذا ناداه الله يعقوب يعقوب ولم يناديه إسرائيل؟ يعقوب هنا يمثل آدم الأول الذي نزل إلي العالم كما نزل يعقوب إلي مصر. وآدم نزل إلي العالم في معركة مع إبليس. ولكن نزل الله معه ليسحق الله رأس الحية تحت قدميه واهباً إياه الغلبة والنصرة، ليصعد معه رافعاً إياه من الجحيم إلي فردوسه السماوي. وقول المسيح للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" هذا القول موجه لنا جميعاً نحن الذين نزل المسيح ليصعدنا معه.
لأني أجعلك أمة عظيمة هناك = وحقاً لقد بارك الله الشعب في مصر فصاروا ما بين 2-3 مليون نسمة وكان لهم خشية عند المصريين. لقد صاروا أمة عظيمة ثم صعد بهم من مصر. ويضع يوسف يديه علي عينيك = هي عادة سائدة أن يغمض أعز الأقرباء عيني المتوفي. ولقد نال يعقوب هذه المواعيد عند بئر سبع (البئر تشير للمعمودية)
الأيات 8-27:
“8 وهذه اسماء بني اسرائيل الذين جاءوا إلى مصر يعقوب وبنوه بكر يعقوب راوبين 9 وبنو راوبين حنوك وفلو وحصرون وكرمي 10 وبنو شمعون يموئيل ويامين واوهد وياكين وصوحر وشاول ابن الكنعانية 11 وبنو لاوي جرشون وقهات ومراري 12 وبنو يهوذا عير واونان وشيلة وفارص وزارح واما عير واونان فماتا في ارض كنعان وكان ابنا فارص حصرون وحامول 13 وبنو يساكر تولاع وفوة ويوب وشمرون 14 وبنو زبولون سارد وايلون وياحلئيل 15 هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان ارام مع دينة ابنته جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون 16 وبنو جاد صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري وارودي وارئيلي 17 وبنو اشير يمنة ويشوة ويشوي وبريعة وسارح هي اختهم وابنا بريعة حابر وملكيئيل 18 هؤلاء بنو زلفة التي اعطاها لابان لليئة ابنته فولدت هؤلاء ليعقوب ست عشرة نفسا 19 ابنا راحيل امراة يعقوب يوسف وبنيامين 20 وولد ليوسف في ارض مصر منسى وافرايم اللذان ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن أو 21 وبنو بنيامين بالع وباكر واشبيل وجيرا ونعمان وايحي وروش ومفيم وحفيم وارد 22 هؤلاء بنو راحيل الذين ولدوا ليعقوب جميع النفوس اربع عشرة 23 وابن دان حوشيم 24 وبنو نفتالي ياحصئيل وجوني ويصر وشليم 25 هؤلاء بنو بلهة التي اعطاها لابان لراحيل ابنته فولدت هؤلاء ليعقوب جميع الانفس سبع 26 جميع النفوس ليعقوب التي اتت الى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفسا 27 وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت الى مصر سبعون “
أعداد بني إسرائيل حسب النسخة العبرية التي بين أيدينا
رأوبين وأولاده =5 شمعون واولاده=7 لاوي وأولاده=4
يهوذا وأبنه شيلة + فارص وأبنيه حصرون وحامول + زارح = 6
يساكر وأولاده = 5 زبولون واولاده=4 يعقوب ودينة = 2
المجموعة الأولي أي يعقوب مع اولاد ليئة = 33 نفس
بنو زلفة جاد وأولاده وأشير وأولاده = 16 نفس وهذه هي المجموعة الثانية
أولاد راحيل يوسف وأولاده =3 وبنيامين وأولاده =11 المجموعة الثالثة =14 نفس
أولاد بلهة دان وابنه =2 نفتالي وأولاده = 5 المجموعة الرابعة = 7 أنفس
فيكون جميع الأنفس 33+16+14+7= 70 نفس
ويكون عدد الأنفس بدون يعقوب ويوسف وإبنيه = 66 نفس لأن يوسف وأبنيه كانوا في مصر ولم ينزلوا إليها مع يعقوب. ولذلك يقال جميع الأنفس ليعقوب التي أتت إلي مصر ست وستون نفساً (أية 26)
وقد وردت هذه القوائم، قوائم الأسباط في1 أي 4-8 + عد 26 مع بعض الإختلافات وهذه الأختلافات راجعة للأسباب الأتية
يوجد للشخص الواحد عدة أسماء، أو قد ينطق الاسم الواحد بعدة طرق.
في بعض الأحيان يطلق علي الأحفاد بنون. وربما أضيفت اسماء بعض الأحفاد الذين ولدوا في مصر خلال فترة حياة يعقوب في مصر وهي 17 سنة. ومثال لهذا أولاد فارص فهؤلاء غالباً ولدوا في مصر.
ربما أسقطت بعض الأسماء لموتهم أو شرورهم أو لأنهم لم يتركوا أولاداً
+ وقد ذكر القديس الشهيد اسطفانوس أن عدد عشيرة يعقوب 75 نفس!!
(راجع أع 14:7) وهناك تفسيرين لهذا:
1. ورد في السبعينية أن هناك 5 أحفاد ليوسف واضيفت أسمائهم في الأية 20 في هذا الإصحاح مع اولاد يوسف. وهم ماكير من منسي وجلعاد بن ماكير وسوتلام وتام أبناء إفرايم وأدوم ابن سوتلام. وإسطفانوس حين كان يتكلم كانت عينه علي النسخة السبعينية فأضاف الخمسة أحفاد إلي الـ 70 نفساً ليصبحوا 75 نفس.
2. هناك طوائف لا تعترف بالنسخة السبعينية وهؤلاء لهم تصور آخر لحل المشكلة فهم يضيفوا علي الـ 66 نفس عدد زوجات الأخوة وهم 9 (لأن زوجة يهوذا ذكر أنها ماتت في ص 38. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وغالباً فشمعون زوجته ماتت لأنه أنجب شاول من كنعانية فيصبح العدد 66+9: 75. لكن هذا الحل واضح فيه أنه غير منطقي ويكون الحل الأول هو المعقول خصوصاً وأن كنيستنا تعتمد النسخة السبعينية، بل أن كتاب العهد الجديد الإنجيليين والرسل إعتمدوها وكانت إقتباساتهم من النسخة السبعينية.
الأيات 28-30:
" 28 فارسل يهوذا امامه إلى يوسف ليري الطريق امامه إلى جاسان ثم جاءوا إلى ارض جاسان 29 فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال اسرائيل ابيه إلى جاسان ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا 30 فقال اسرائيل ليوسف اموت الان بعدما رايت وجهك انك حي بعد "
أرسل يعقوب إبنه يهوذا إلي يوسف لكي يدلهم علي الطريق إلي جاسان، ويدبر لهم أمر نزولهم فيها. فإن كان يعقوب يمثل الكنيسة ويهوذا هو جد المسيح بالجسد. فيكون المعني أن المسيح هو الذي يقود الكنيسة في أرض غربتها. بل هو الطريق لها.
أموت الأن بعد ما رأيت وجهك = لأن رؤياك هي كل ما كنت أتمني من السعادة في هذا العالم ولم يبقي لي في الحياة أي فرح آخر أكثر من هذا. وكل نفس تتقابل مع المسيح تقول مع بولس "لي إشتهاء أن أنطلق" وتقول مع سمعان الشيخ "الأن يا سيدي إطلق عبدك بسلام"
الأيات 31-34:
" 31 ثم قال يوسف لاخوته ولبيت ابيه اصعد واخبر فرعون واقول له اخوتي وبيت ابي الذين في ارض كنعان جاءوا الي 32 والرجال رعاة غنم فانهم كانوا اهل مواش وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل ما لهم 33 فيكون اذا دعاكم فرعون وقال ما صناعتكم 34 ان تقولوا عبيدك اهل مواش منذ صبانا إلى الان نحن واباؤنا جميعا لكي تسكنوا في ارض جاسان لان كل راعي غنم رجس للمصريين "
لماذا أختيرت جاسان لسكن بني أسرائيل؟
1. ليكونوا في شمال شرق مصر، أقرب ما يمكن لأرض كنعان. كأن الله أرشد يوسف لهذا ليكون الشعب طوال مدة غربتهم التي طالت لأكثر من 200 سنة لهم القلب المهيأ للرحيل إلي كنعان فالله أعطاهم كنعان ميراثاً.
2. كانوا في جاسان منعزلين عن المصريين. فلا يتعرضون لإزدرائهم ومضايقاتهم. فشعب مصر شعب وثني يقدس الأغنام، وبعض الحيوانات التي يذبحها الشعب. بالإضافة لكراهية المصريين للهكسوس والغرباء، لذلك كانوا يعتبرون رعاية الغنم رجس.
3. هذه الأرض صالحة لهم فهي أرض مراع وهم رعاة.
4. بإعتزالهم في جاسان لن يتأثروا بالعبادات الوثنية بقدر المستطاع.
5. كثافة المصريين في أرض جاسان قليلة فهي أرض مراعٍ.
6. بهذه الطريقة لن يذوبوا ويختلطوا بالعائلات المصرية فيختلط النسل المقدس مع الشعب الوثني ويتزاوجوا معهم.
7. حتي يمارسوا شعائرهم الدينية (بما فيها الذبائح) بحرية ودون مضايقات