مشكلة دينة جاءت نتيجة للسكني في مكان الشر، وعدم تنفيذ أمر الله، والسكن في مكان لم يأمر به الله.
أية 1:
“1 وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الارض “
وخرجت دينة… لتنظر بنات الأرض = غالباً هي خرجت لحضور أحد الإحتفالات كما قال يوسيفوس. وخرجت لتري حليهن وملابسهن. هي تمثل أولاد الله حينما يريدون أن يتمثلوا بأولاد العالم، يعيشوا مثل أهل العالم وينجذبوا لشرور العالم. وماذا كانت النتيجة
1. ضياع البنت.
2. سفك دماء.
3. خوف عائلة يعقوب من الإنتقام.
وهذه هي طريقة الشيطان فهو يدعونا أولاً للخروج من بيت أبينا (الكنيسة) وبعد ذلك يلفت نظرنا لجمال العالم فننخدع. ولاحظ أنه لا يدعونا أولاً للخطية بل للخروج ثم تأتي الخطية بعد ذلك وغالباً فمحاولته تتضمن الإقناع بأننا محرومين من لذات العالم.
أية 2،3:
“2 فراها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلها 3 وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب واحب الفتاة ولاطف الفتاة “
وأحب الفتاة = هذا لا يسمي حباً بل هو شهوة فمن يحب فتاة لا يغتصبها ويحجزها في بيته. ولكن منذ القدم إعتاد الناس أن يسموا الشهوة حباً. ولكن الحب له معني أخر وهو البذل.
أية 5:
“5 وسمع يعقوب انه نجس دينة ابنته واما بنوه فكانوا مع مواشيه في الحقل فسكت يعقوب حتى جاءوا “
سكوت يعقوب حين سمع كان ليعطي لإخوتها الحق في التصرف. وهذه كانت عادة متبعة مع تعدد الزوجات. فإخوة دينة من أمهما ليئة هم لهم حق التصرف.
الأيات 8-12:
“8 وتكلم حمور معهم قائلا شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم اعطوه اياها زوجة 9 وصاهرونا تعطوننا بناتكم وتاخذون لكم بناتنا 10 وتسكنون معنا وتكون الارض قدامكم اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها 11 ثم قال شكيم لابيها ولاخوتها دعوني اجد نعمة في اعينكم فالذي تقولون لي اعطي 12 كثروا علي جدا مهرا وعطية فاعطي كما تقولون لي واعطوني الفتاة زوجة “
ظن حمور أنه يعوض يعقوب عن شرفه بأن يقدم عرضاً بزواج ابنه ودينة. ثم تقدم بعرض سخي، أن يدخلوا في مصاهرات عائلية ويصيروا أسرة واحدة ويسكنوا معاً ويتاجروا ويتملكوا، هو عرض كريم ولكن ماذا يقدم نظير الشرف. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهنا نجد أسلوب من أساليب إبليس فبعد أن يدعو الإنسان للخروج ثم يغويه بالخطية نجده يتقدم خطوة أبعد ويطلب المصاهرة وأن تحيا النفس معه وتسكن معه ولكن "أي شركة للنور مع الظلمة"
الأيات 13-29:
“13 فاجاب بنو يعقوب شكيم وحمور اباه بمكر وتكلموا لانه كان قد نجس دينة اختهم 14 فقالوا لهما لا نستطيع ان نفعل هذا الامر ان نعطي اختنا لرجل اغلف لانه عار لنا 15 غير اننا بهذا نواتيكم ان صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر 16 نعطيكم بناتنا وناخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا 17 وان لم تسمعوا لنا ان تختتنوا ناخذ ابنتنا ونمضي 18 فحسن كلامهم في عيني حمور وفي عيني شكيم بن حمور 19 ولم يتاخر الغلام ان يفعل الامر لانه كان مسرورا بابنة يعقوب وكان اكرم جميع بيت ابيه 20 فاتى حمور وشكيم ابنه إلى باب مدينتهما وكلما اهل مدينتهما قائلين 21 هؤلاء القوم مسالمون لنا فليسكنوا في الارض ويتجروا فيها وهوذا الارض واسعة الطرفين امامهم ناخذ لنا بناتهم زوجات ونعطيهم بناتنا 22 غير انه بهذا فقط يواتينا القوم على السكن معنا لنصير شعبا واحدا بختننا كل ذكر كما هم مختونون 23 الا تكون مواشيهم ومقتناهم وكل بهائمهم لنا نواتيهم فقط فيسكنون معنا 24 فسمع لحمور وشكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة واختتن كل ذكر كل الخارجين من باب المدينة 25 فحدث في اليوم الثالث اذ كانوا متوجعين ان ابني يعقوب شمعون ولاوي اخوي دينة اخذا كل واحد سيفه واتيا على المدينة بامن وقتلا كل ذكر 26 وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف واخذا دينة من بيت شكيم وخرجا 27 ثم اتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لانهم نجسوا اختهم 28 غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل اخذوه 29 وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل اطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت “
نجد هنا حيلة شمعون ولاوي للإنتقام لشرف دينة وشرف العائلة وخطأهم كان
1. خداع. فأهل شكيم وحمور إعتبروهم أصدقاء. ووافقوا علي الختان لأجلهم.
2. إستغلال الدين. فهم أقنعوا شكيم وحمور بأن هذا أي الختان هو ضرورة دينية للزواج.
3. هم نظروا لخطأ شكيم ولم ينظروا لخطية أختهم فهي التي ذهبت إليهم وربما ما حدث كان برضاها.
4. هم لم يقتلوا المخطئ بل قتلوا الجميع وكانوا أبرياء وهذه وحشية وبربرية
5. لم يراعوا كرم ومودة أهل شكيم وعرضهم الذي عرضوه.
حقا لقد أخطأ شكيم إذ ظن المسألة صفقة تجارية. ولكن أبناء يعقوب تصرفوا بطريقة خاطئة.
أية 30:
“30 فقال يعقوب لشمعون ولاوي كدرتماني بتكريهكما اياي عند سكان الارض الكنعانيين والفرزيين وانا نفر قليل فيجتمعون علي ويضربونني فابيد انا وبيتي “
هي جريمة وحشية أزعجت نفس يعقوب وكدرته وجعلته خائفاً من الإنتقام. هو الأن يتألم بسبب مكر إبنيه. لقد صارت حياته كلها سلسلة من الألام.