الأيات 1-3:
" 1 فلم يستطع يوسف ان يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ اخرجوا كل انسان عني فلم يقف احد عنده حين عرف يوسف اخوته بنفسه 2 فاطلق صوته بالبكاء فسمع المصريون وسمع بيت فرعون 3 وقال يوسف لاخوته انا يوسف احي ابي بعد فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم ارتاعوا منه "
لقد أخرج يوسف المصريين من عنده حتي لا يعرفوا مؤامرة الأخوة ضده فيسقطوا في نظر المصريين. وهذا يشير لله الذي يستر علينا ويغطي ضعفاتنا. وقول يوسف أنا يوسف = هو قول المسيح أنا هو لا تخافوا. وبكاء يوسف هي عواطف الأب عند رجوع إبنه الضال (لو 20:15). قد يكتمها أحياناً ولكن من المؤكد أنه سيعلنها يوماً للتائب.
وإعلان يوسف نفسه لإخوته دون المصريين يشير لأن المسيح سيعلن نفسه في القيامة لشعبه ولأحبائه فقط، فبينما أن كثيرين شهدوا الصلب فلم يراه في قيامته سوي التلاميذ وأحبائه. فسمع المصريون = هم كانوا كالحراس علي قبر المسيح فهم أحسوا بالزلزلة وشاهدوا بهاء شديداً لكنهم لم يفهموا سر القيامة. وهذا ما حدث مع شاول الطرسوسى فهو وحده سمع صوت المسيح ورآه.
أية 5:
" 5 والان لا تتاسفوا ولا تغتاظوا لانكم بعتموني إلى هنا لانه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدامكم "
نلاحظ هنا رقة مشاعر يوسف فهو لا يعاتب ولا يلوم. هم إرتاعوا منه وخافوا من إنتقامه وهو في مجده هذا. لكن كل ما قاله لهم تقدموا إليَ. فالخطية تبعدنا عن المسيح لكننا دائما نجد صوته يدعونا أن نقترب. ولاحظ شعور يوسف بأن الله ضابط الكل وهو في حضرته دائما فهو يشهد لله أمام فرعون ويخاف الله أمام زوجة فوطيفار والأن يشعر أن كل الأمور هي بسماح من الله = أرسلني الله. فالله في نظر يوسف هو ضابط الكل. يدبر كل الأمور معاً للخير.
أية 8:
" 8 فالان ليس انتم ارسلتموني إلى هنا بل الله وهو قد جعلني ابا لفرعون وسيدا لكل بيته ومتسلطا على كل ارض مصر "
أباً لفرعون = كان رئيس الوزراء أو الوزير الأول عند المصريين وملوك فارس والعرب والرومان والفينيقيين يسمي أب للملك فالملك يترك له تدبير كل الأمور كما يسلم الإبن كل شيء لأبيه وهكذا صار المسيح أبا لكل ملوك الأرض.
أية 9:
" 9 اسرعوا واصعدوا إلى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف قد جعلني الله سيدا لكل مصر انزل الي لا تقف "
أسرعوا أصعدوا = المجاعة القادمة لا تترك وقتا للتهاون. ونحن هل نتوب سريعاً.
أية 10:
" 10 فتسكن في ارض جاسان وتكون قريبا مني انت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل ما لك "
أرض جاسان = شمال شرق الدلتا، ومكانها الأن محافظة الشرقية وتسمي أرض رعمسيس (تك 11:47) وهي من أجود الأراضي للرعي.
أية 13:
" 13 وتخبرون ابي بكل مجدي في مصر وبكل ما رايتم وتستعجلون وتنزلون بابي إلى هنا "
هو يستعجل مجئ أبيه وإخوته لمصر ليتمتعوا بمجده والمسيح هكذا أيضاً يو 22:17.
الأيات 17-20:
" 17 فقال فرعون ليوسف قل لاخوتك افعلوا هذا حملوا دوابكم وانطلقوا اذهبوا إلى ارض كنعان 18 وخذوا اباكم وبيوتكم وتعالوا الي فاعطيكم خيرات ارض مصر وتاكلوا دسم الارض 19 فانت قد امرت افعلوا هذا خذوا لكم من ارض مصر عجلات لاولادكم ونسائكم واحملوا اباكم وتعالوا 20 ولا تحزن عيونكم على اثاثكم لان خيرات جميع ارض مصر لكم "
كان الكل يحب يوسف. ولذلك كان فرعون كريماً جداً معه ومع عائلته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ودسم الأرض هو أسرار ملكوت الله وفيض غني السماء الذي صار لنا من قبل الله خلال المسيح (ورمزه يوسف) لا تحزن عيونكم علي أثاثكم = بالإيمان علينا ان نتخلي عن كل شيء فما أعده الله لنا من أمجاد سماوية لا يقاس بما نتركه هنا من تراب في الأرض مهما كان ذهباً أو فضة فالكل زائل.
أية 21:
" 21 ففعل بنو اسرائيل هكذا واعطاهم يوسف عجلات بحسب امر فرعون واعطاهم زادا للطريق "
عجلات = هي أعمال الروح القدس في حياة الكنيسة، التي هي عجلات الهية قادرة أن ترفعنا إلي حضن الأب.
أية 22:
" 22 واعطى كل واحد منهم حلل ثياب واما بنيامين فاعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب "
حلل ثياب = الإتحاد بالمسيح فيصير لنا كثوب يسترنا أبدياً. 300 من الفضة = رقم 300 في اليونانية T كعلامة الصليب والفضة ترمز للكفارة. وهذا ما أعطاه لنا المسيح كفارة علي الصليب . خمس حلل ثياب = بنعمته كسانا برداء بره. وعلينا أن نشترك في صليبه وألامه وهذا معني أنه يعطي لأخيه 300 فضة. وإذا فعلنا وصلبنا الأهواء مع الشهوات نلبس ثوب بره.
أية 23:
" 23 وارسل لابيه هكذا عشرة حمير حاملة من خيرات مصر وعشر اتن حاملة حنطة وخبزا وطعاما لابيه لاجل الطريق "
كل ما أرسله هو طعام للطريق حتي يصل الركب إلي أرض المجد. وهذا ما فعله المسيح إذ أن كل ما أعطاه لنا هو عربون وزاد للطريق حتي نصل إلي الأمجاد السماوية.
أية 24:
" 24 ثم صرف اخوته فانطلقوا وقال لهم لا تتغاضبوا في الطريق "
هو خشي أن يلقي كل واحد منهم اللوم علي الأخر في موضوع يوسف وبيعه للإسماعيليين والأن ليس وقت عتاب لكن عليهم بالإسراع والعودة مع أبيهم وبيوتهم حتي لا تدركهم المجاعة.
الأيات 25-28:
“25 فصعدوا من مصر وجاءوا إلى ارض كنعان إلى يعقوب ابيهم 26 واخبروه قائلين يوسف حي بعد وهو متسلط على كل ارض مصر فجمد قلبه لانه لم يصدقهم 27 ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به وابصر العجلات التي ارسلها يوسف لتحمله فعاشت روح يعقوب ابيهم 28 فقال اسرائيل كفى يوسف ابني حي بعد اذهب واراه قبل ان اموت “
كان الموقف أكبر من أن يحتمله قلب الشيخ يعقوب حتي خيل إليه أن قلبه قد توقف عن النبض. لم ينشغل يعقوب بالمركبات ولا مجد يوسف بل بأن يوسف أبنه حي. هو يطبق قول المرتل "من لي في السماء، ومعك لا أريد شيئاً في الأرض" مز 25:73. ونلاحظ عودة إسم إسرائيل إلي يعقوب (أية 28) حين أدرك أن ابنه يوسف حي، حين عاشت روحه، هي حياة وقيامة مع المسيح
إذا أسم يعقوب يشير للكنيسة قبل المسيح
وإسم إسرائيل يشير للكنيسة بعد قيامة المسيح
هو يشير للكنيسة المقامة في المسيح
ولكن لماذا لم يتصل يوسف بيعقوب كل هذه المدة فيدفع يعقوب فديته ويحرره من العبودية لفوطيفار، "ربما خاف من إخوته حتي لا يجدوا وسيلة أخري لقتله. ولماذا لم يتصل به بعد أن تملك؟ هو تدبير الله حتي يأتي ملء الزمان أي يكمل عمل الله في كل النواحي.