لماذا أصر يعقوب على أن يدفن في كنعان؟
1. ليدرك أولاده قيامة الأجساد فها هو ينضم لأبائه إعلاناً أنه يأتي يوم يتقابل فيه الجميع.
2. لذلك عاشوا كغرباء حارمين أجسادهم من الترف فهم ينتظرون جسداً ممجداً في يوم الرب.
3. أراد يعقوب أن يؤكد لأولاده أنه وإن عاش في مصر لكن قلبه متعلق بهناك حيث وعد الرب.
4. طلبه أن يدفن مع أبائه إعلاناً عن وحدة إيمانهم.
أية 3:
" 3 وكمل له اربعون يوما لانه هكذا تكمل ايام المحنطين وبكى عليه المصريون سبعين يوما "
كان لابد من تحنيط جسد يعقوب ليتمكنوا من نقله إلي كنعان فلا يفسد في الطريق وهذا إعلان عن أن أجسادنا تظل محفوظة بطريقة ما حتي نقوم بأجساد نورانية. وعن عملية التحنيط قال هيرودوتس أنها تستمر 40 يوماً خلالها تفتح البطن وتزال الأحشاء وتوضع مواد كيماوية وروائح. ثم بعد ذلك توضع الجثة في الملح 30 يوماً. وبعد ذلك تلف بكتان مصمغ. وطوال السبعين يوماً تكون مناحة للعائلة يخرجون للشوارع وقد سودوا وجوههم.
أية 4:
" 4 وبعدما مضت ايام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا ان كنت قد وجدت نعمة في عيونكم فتكلموا في مسامع فرعون قائلين "
كلم يوسف بيت فرعون= إذ لم يكن ممكناً أن يكلم فرعون وهو حزين وبلحيته التي يطلقها لأجل حزنه علي ميته (راجع اس 2:4).
الأيات 7-9:
" 7 فصعد يوسف ليدفن اباه وصعد معه جميع عبيد فرعون شيوخ بيته وجميع شيوخ ارض مصر 8 وكل بيت يوسف واخوته وبيت ابيه غير انهم تركوا اولادهم وغنمهم وبقرهم في ارض جاسان 9 وصعد معه مركبات وفرسان فكان الجيش كثيرا جدا "
هو موكب صعود لا نزول. إذ حمل رمزاً لإرتفاع الكنيسة نحو أورشليم العليا، كنعان الحقيقية، لتوجد مع عريسها إلي الأبد. وضم الموكب يوسف فهو قائد الموكب الحقيقي (2كو 14:2) والمسيح هو قائد موكبنا. والموكب إنطلق من أرض مصر (أرض العبودية) رمز العالم الذي نتركه لننطلق للسماء. وهذا الموكب ضم عدداً غفيراً. فالذين يذهبون للسماء كثيرين.
أية 10:
" 10 فاتوا إلى بيدر اطاد الذي في عبر الاردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لابيه مناحة سبعة ايام "
بيدر أطاد= أطاد هو نوع من الشوك والشوك يشير للألام التي وجدها يعقوب في حياته، بل وألام كل البشر. فالشوك كان نتيجة للخطية. وناحوا نوحاً عظيماً= فالنوح هنا إشارة لنوح الجنس البشري علي أثار الخطية وأصعبها الموت لذلك بكي المسيح علي قبر لعازر.
أية 11:
" 11 فلما راى اهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر اطاد قالوا هذه مناحة ثقيلة للمصريين لذلك دعي اسمه ابل مصرايم الذي في عبر الاردن "
أبل مصرايم= أي مناحة مصر. وعلينا أن نبكي خطايانا في هذا العالم.
أية 13:
" 13 حمله بنوه إلى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها ابراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي امام ممرا "
لم نسمع أنهم عملوا مناحة في كنعان فهي رمز للسماء حيث يمسح الله كل دمعة من عيوننا رؤ 4:21.
الأيات 14-21:
“14 ثم رجع يوسف إلى مصر هو واخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن ابيه بعدما دفن اباه 15 ولما راى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به 16 فاوصوا إلى يوسف قائلين ابوك اوصى قبل موته قائلا 17 هكذا تقولون ليوسف اه اصفح عن ذنب اخوتك وخطيتهم فانهم صنعوا بك شرا فالان اصفح عن ذنب عبيد اله ابيك فبكى يوسف حين كلموه 18 واتى اخوته ايضا ووقعوا امامه وقالوا ها نحن عبيدك 19 فقال لهم يوسف لا تخافوا لانه هل انا مكان الله 20 انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا 21 فالان لا تخافوا انا اعولكم واولادكم فعزاهم وطيب قلوبهم “
عظيم هو يوسف في محبته وغفرانه. نحن لم نجد في حياة يوسف رؤي ولا ملائكة… لكننا نجده مثالا حياً للمحبة وطاعة الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وخوف إخوته ناشئ عن خطاياهم فالمحبة تطرح الخوف إلي خارج. ولم يحتمل قلب يوسف المحب تذلل إخوته فبكي وقال هل أنا مكان الله: أي لأنتقم. ولعل رجوع إخوة يوسف له أخيراً إشارة لرجوع اليهود للمسيح في آخر الأيام.
أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً= الله هو ضابط الكل الذي يخرج من الجافي حلاوة. أنا أعولكم. وفي 24:- الله سيفتقدكم. والمعني أن الله يعولهم بإستخدام يوسف كأداة
أية 24:
“24 وقال يوسف لاخوته انا اموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض إلى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحق ويعقوب “
الله سيفتقدكم ويصعدكم= قالها غالباً بالإيمان والثقة في مواعيد الله عب 22:11.
أية 26:
“26 ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر “
بدأ سفر التكوين بخلقة الحياة وإنتهي بالموت والدفن وهذه هي نتيجة الخطية. والأن صار الشعب في عبودية في أرض مصر مشتاقين للخلاص وهذا ما سنراه في سفر الخروج.
ملحوظة1: لم نسمع عن خيمة ولا مذبح مع يوسف فهو يمثل حياة المجد وليس حياة الغربة حياة المجد بعد الألام.
ملحوظة 2: هنا نسمع عن التحنيط ومعناه في مفهوم المصريين أن هناك حياة أخرى بعد الموت. وكون الكتاب المقدس ينهى سفر التكوين بالإشارة إلى التحنيط فهو بهذا يشير ضمنياً إلى أن هناك قيامة بعد الموت.