الأيات 1-4:
" 1 وحدث لما شاخ اسحق وكلت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبر وقال له يا ابني فقال له هانذا 2 فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي 3 فالان خذ عدتك جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيدا 4 واصنع لي اطعمة كما احب واتني بها لاكل حتى تباركك نفسي قبل ان اموت "
وحدث لما شاخ إسحق: يقدر كثيرين أن عمره وقتئذ كان 117 سنة لكنه عاش حتي عمر 180 سنة (28:35). ونجده هنا يريد أن يعطي البكورية لبكره عيسو بالرغم من:
1. النبوة لرفقة بأنها ليعقوب (23:25).
2. إستهتار عيسو وبيعه للبكورية ثم زواجه بوثنيات وهو غالباً كان مدفوعاً بالعواطف البشرية فعيسو هو البكر وهو صياد وإسحق يحب أن يأكل من صيده.
وسكان البرية يحبون أن يأكلوا من الصيد وليس من قطعانهم لتوفير قطعانهم ولأن الوعول والغزلان البرية طعمها أفضل. وخطأ أسحق في أختيار عيسو للبركة كان لأنه ضد النبوة وبسبب تصرفات عيسو الخاطئة، فكيف يعطي البكورية لهذا المستهتر. لكن أسحق بسبب أكلة صيد كان سيخالف النبوة كما باع عيسو البكورية بأكلة عدس. وطلب إسحق إصنع لي أطعمة.. لأكل.. حتي تباركك نفسي = هذه تعني ان إسحق سيفرح بأن ابنه يصطاد له ويطعمه إعلاناً عن محبته كإبن لأبيه. أو هي طقوس كانت سائدة (طقوس أكل وشرب) مع حفل إعطاء البركة التي يشعر فيها إسحق أنه يقوم بعمل ديني إلهي بأن يمنح البركة لإبنه. وكما بارك إسحق يعقوب هكذا بارك يعقوب أولاده.
الأيات 5-10:
" 5 وكانت رفقة سامعة اذ تكلم اسحق مع عيسو ابنه فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيدا لياتي به 6 واما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة اني قد سمعت اباك يكلم عيسو اخاك قائلا 7 ائتني بصيد واصنع لي اطعمة لاكل واباركك امام الرب قبل وفاتي 8 فالان يا ابني اسمع لقولي في ما انا امرك به 9 اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى فاصنعهما اطعمة لابيك كما يحب 10 فتحضرها إلى ابيك لياكل حتى يباركك قبل وفاته "
رفقة كانت تذكر وعد الله وكان الأفضل أن تذكر إسحق به ولكنها فضَلت أن تلجأ للطرق البشرية والحيل البشرية فلم تثق أن الله قادر ان يحقق وعده دون اللجوء لهذه الحيل ولأنها خافت من عيسو المتوحش. فيعقوب أعطي البركة لأفرايم عكس إرادة يوسف وأعطي بركة ليهوذا لم يعطها لرأوبين. عموماً كان الله قادر أن يتدخل في اللحظة الأخيرة ولكن رفقة أخطأت في حيلتها واسحق أخطأ في نيته أن يبارك عيسو ويعقوب أخطأ في أن قبل الحيلة والكل دفع الثمن، فرفقة حرمت من إبنها المحبوب ويعقوب تمررت حياته كلها. وعيسو بكي بدموع وبلا فائدة. وإسحق إرتعد بشدة حينما أدرك خطأه وكذلك حرم من إبنه يعقوب. إلا أن الأباء رأوا في القصة رموزاً:-
1. دعوة إسحق لعيسو ليباركه بعد أن شاخ إسحق: دعوة الله لليهود ليؤمنوا بالمسيح في أواخر الدهر.
2. دعوة رفقة ليعقوب الأصغر ليحصل علي البركة: هو عمل الروح القدس مع الكنيسة (الأمم).
3. رفقة ألبست يعقوب ثياب عيسو: كنيسة العهد الجديد إقتنت لقب شعب الله بدلاً من اليهود.
4. يعقوب يضع علي يديه وجسمه جلود المعزي: المسيح يحمل خطايانا فالماعز تشير للخطية.
الأيات 11-12: " 11 فقال يعقوب لرفقة امه هوذا عيسو اخي رجل اشعر وانا رجل املس 12 ربما يجسني ابي فاكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة "
يعقوب هنا لا يرفض لأنه يكره المكر ويرفضه بل لأنه خاف أن يفتضح أمره فتتحول البركة إلي لعنة من أبيه له، ويتعرض لغضب عيسو.
الأيات 13-17:
" 13 فقالت له امه لعنتك علي يا ابني اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي 14 فذهب واخذ واحضر لامه فصنعت امه اطعمة كما كان ابوه يحب 15 واخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت والبست يعقوب ابنها الاصغر 16 والبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى 17 واعطت الاطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها "
نعود مرة أخري للأباء الذين رأوا في الذبيحة التي قدمها يعقوب لأبيه وهو لابساً ثياب عيسو (غالباً هي ثيابه الكهنوتية التي كان يستخدمها وهو يقوم بعمله الكهنوتي) رأي الأباء هنا يعقوب يقوم بدور المسيح الذي قام كرئيس كهنة بتقديم نفسه ذبيحة أمام الآب. يعقوب هنا يمثل المسيح الذي لبس جسدناً وزِيَنا وملابسنا وحمل خطايانا. ورأي الأٌباء أيضا أن إنطلاق يعقوب لخاله لابان هو إنطلاق الإيمان إلي الأمم بعد أن قاومه اليهود (يمثلهم عيسو)
الايات 18-25:
" 18 فدخل إلى ابيه وقال يا ابي فقال هانذا من انت يا ابني 19 فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك 20 فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني فقال ان الرب الهك قد يسر لي 21 فقال اسحق ليعقوب تقدم لاجسك يا ابني اانت هو ابني عيسو ام لا 22 فتقدم يعقوب إلى اسحق ابيه فجسه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو 23 ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه فباركه 24 وقال هل انت هو ابني عيسو فقال انا هو 25 فقال قدم لي لاكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي فقدم له فاكل واحضر له خمرا فشرب "
كيف جرؤ يعقوب أن يقول كل هذه الأكاذيب "أنا عيسو بكرك" "أن الرب إلهك قد يسر لي" "أنا هو" هي جرأة دفع ثمنها في حياته غالياً. وكان إسحق حقا نظره ضعيف وقد شاخ لكنه شك في يعقوب بسبب قوله "أن الرب إلهك قد يسر لي" فهذا ليس أسلوب عيسو في الكلام بل أسلوب يعقوب. وقد يكون صوت التوائم متشابهاً إلا أن هناك فرق قد يكون إسحق قد أدركه وقد يكون سبب الشك سرعة إعداد الطعام.
الصوت صوت يعقوب لكن اليدين يدا عيسو: هي صورة المسيح الذي لبس جسدنا. فصوته هو صوت الأبن وحيد الجنس لكن يديه هما أيدينا إذ حمل طبيعتنا فيه.
أية 27:
" 27 فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه وباركه وقال انظر رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب "
رائحة إبني كرائحة حقل باركه الرب: عيسو كانت ثيابه لها رائحة طيبة. فهناك عادة للشرقيين أن يضعوا ثيابهم في صناديق ومعها أزهار ورياحين. وحقول فلسطين عطرة بسبب كثرة الزهور العطرة التي تزرع فيها والأشجار التي بها. والله حين يبارك شخص يجب أن تكون له رائحة حسنة "أنتم رائحة المسيح الزكية 2 كو 15:2" فحتي يباركنا الله يجب ان نلبس ملابس أخونا البكر المسيح "البسوا المسيح" رؤ 14:13 أي تكون لنا نفس صفاته حلوة الرائحة (حب، وداعة،...).
الأيات 28، 29:
" 28 فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الارض وكثرة حنطة وخمر 29 ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل كن سيدا لاخوتك وليسجد لك بنو امك ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين "
فليعطك الله= لم يقل الرب (يهوة) لأن الله يعطي للجميع وليس شعبه فقط. من ندي السماء : أي كثرة المطر. ومن دسم الأرض : جودة اراضيه وكثرة حنطة وخمر أي كثرة الثمار. أي يحول الله أراضيه القفر إلي جنة خصيبة. ويعطيه حنطة أي شبع وخمر أي فرح
ويستعبد لك شعوب = سيادة علي من حوله. وهذا حدث في أيام داود وإستمر فترة طويلة. وليسجد لك بنو أمك=أي نسل عيسو. وقد فرض داود ملكه عليهم وإستمر هذا حتي أيام يهورام إبن يهوشافاط ثم تحرروا في أيامه حتي عهد المكابيين حين أخضعهم يوحنا هركانوس لليهود نهائياً وتهودوا. ولم يخضع إسرائيل لأدوم أبداً. ولكن هذه البركات لم تعني فقط البركات الزمنية التي حصل عليها اليهود في أرض فلسطين، فيعقوب ونسله هاجروا لمصر بسبب المجاعة وإستعبدوا هناك. وعاشوا فترات طويلة في حروب وسبي وخضوع لأمم مثل بابل والفرس واليونان. ولكن هذه البركات تشير للبركات الروحية التي تحققت بمجئ المسيح حيث تمتع يعقوب الروحي الكنيسة بالبركات وصارت الكنيسة هي الحقل ذو الرائحة الطيبة. وحل عليها الروح القدس (ندي السماء) وتغذت الكنيسة علي الجسد والدم (الحنطة والخمر) وصار المسيح رأس الكنيسة = كن سيداً لإخوتك، ليستعبد لك شعوب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالمسيح صار إلهاً وملكاً علي الجميع وتعبد له رؤساء وملوك الأرض.
وبالنسبة للنفس حينما تمتلئ من ندي السماء (الروح القدس) حينما تقدس نفسها تصبح مثمرة وتتحول لأرض خصبة. تشبع من الحنطة (العريس السماوي النازل من السماء) وتفرح بالخمر أي فيض الفرح الروحي الداخلي. مثل هذه النفس يكون لها سلطان وسيادة.
أية 33:
" 33 فارتعد اسحق ارتعادا عظيما جدا وقال فمن هو الذي اصطاد صيدا واتى به الي فاكلت من الكل قبل ان تجيء وباركته نعم ويكون مباركا "
إرتعد إرتعاداً عظيماً= لأنه علم أن نيته أن يبارك عيسو كانت ضد إرادة الله وأن ما حدث كان بسماح من الله لذلك لم يلم رفقة ولا يعقوب لذلك قال نعم ويكون مباركاً فهذه هي إرادة الرب. لذلك قال بولس أن عيسو طلب التوبة بدموع ولم يجدها عب 17:12.
الأيات 34-37:
" 34 فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا وقال لابيه باركني انا ايضا يا ابي 35 فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك 36 فقال الا ان اسمه دعي يعقوب فقد تعقبني الان مرتين اخذ بكوريتي وهوذا الان قد اخذ بركتي ثم قال اما ابقيت لي بركة 37 فاجاب اسحق وقال لعيسو اني قد جعلته سيدا لك ودفعت اليه جميع اخوته عبيدا وعضدته بحنطة وخمر فماذا اصنع اليك يا ابني "
عيسو حرم من البركة لأجل أستهتاره عب 16:12. وصراخه وحزنه كانا بسبب الخسارة المادية (نصيب البكر في الميراث) وليس بأي إحساس روحي. بدليل قوله "أما بقيت لي بركة" فكيف يأتي المسيح من نسلهما معاً
أية 39:
" 39 فاجاب اسحق ابوه وقال له هوذا بلا دسم الارض يكون مسكنك وبلا ندى السماء من فوق "
بلا دسم الأرض يكون مسكنك= أي في الصحراء فهو لا يميل للحرث والزرع.
وبلا ندي السماء من فوق= فالروح القدس لا يحل سوي علي من هم من نسل يعقوب أي الكنيسة. وكل من يبتعد عن الله لا يرتوي من الروح القدس ولا يكون مثمراً بل كمن في برية. وبسيفك تعيش.
أية 40:
" 40 وبسيفك تعيش ولاخيك تستعبد ولكن يكون حينما تجمح انك تكسر نيره عن عنقك "
يعيش بسيفه فهو صياد. ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك: إجمالاً خضع أدوم لإسرائيل ولكنهم تحرروا منهم أيام الملك يورام وأيام أحاز فكسروا النير فترة.
الأيات 41-46:
" 41 فحقد عيسو على يعقوب من اجل البركة التي باركه بها ابوه وقال عيسو في قلبه قربت ايام مناحة ابي فاقتل يعقوب اخي 42 فاخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الاكبر فارسلت ودعت يعقوب ابنها الاصغر وقالت له هوذا عيسو اخوك متسل من جهتك بانه يقتلك 43 فالان يا ابني اسمع لقولي وقم اهرب إلى اخي لابان إلى حاران 44 واقم عنده اياما قليلة حتى يرتد سخط اخيك 45 حتى يرتد غضب اخيك عنك وينسى ما صنعت به ثم ارسل فاخذك من هناك لماذا اعدم اثنيكما في يوم واحد 46 وقالت رفقة لاسحق مللت حياتي من اجل بنات حث ان كان يعقوب ياخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الارض فلماذا لي حياة "
نوي عيسو أن يقتل يعقوب بعد موت أبيه فدبرت رفقة خطة لهروب يعقوب فهي لم تستطع ان تواجه اسحق بما نوي عيسو ان يفعله وإلا لامها اسحق علي فعلتها فدبرت ان تشتكي من زوجات عيسو حتي يرسل إسحق ابنه إلي لابان ليتزوج من عائلته. وكان تدبيرها ان يقيم يعقوب لدي خاله أياماً قليلة= لكن إقامته طالت عشرات السنين فيها حرمت أمه منه وهناك تمررت حياة يعقوب من خداع لابان خاله كما خادع هو أبوه.